عرض المقال
ندوة «الأسوانى» وقطيع الضباع
2013-10-19 السبت
ما حدث مع الأديب علاء الأسوانى فى باريس هو همجية قطيع من الضباع البشرية لا يعرف معنى الاختلاف أو التعبير عن الرأى، وهو إثبات بما لا يدع مجالاً للشك بأنه لا حلّ لهذا التنظيم إلا بالحل والمواجهة، ولا إصلاح لأعضائه إلا بإيداعهم مورستان الأمراض العقلية، فالمكان مدينة باريس عاصمة النور، والمضيف هو معهد العالم العربى بباريس واجهة العرب هناك ومرآتهم وصورتهم الكاشفة، والحدث هو ندوة أدبية رفيعة احتفاء برواية مترجمة إلى الفرنسية، يعنى باختصار، وكما يقولون فى فرنسا «كريمة الكريمة»، ندوة ثقافية فى باريس تعنى قمة التحضر والشياكة والتمدن ورحابة الصدر والفكر وهدوء العقل، فأنت فى عاصمة الفن والجمال وداخل محاضرة أشهر سبل التعبير الفنى المعاصر فى الكتابة وهى الرواية ويستضيفك بشر يقدّرون معنى الفن بل يقدسونه، فإذا بك تدخل مثل الذئاب الضالة وتقفز على الكراسى مثل قرود الجنينة بشعارات كفّ القرد الصفراء وتتهجم على المحتفَى به وتطارده فى وحشية وتكسر زجاج المكان الذى صممه أصحابه بهذا الشكل وهم لا يتخيلون أنه سيحوى ويضم يوماً ما كائنات يطلق عليها بشر تجاوزاً، استضافتهم فرنسا أجساداً ولم تغيّرهم أرواحاً، لم تغير بلد الحضارة سقم وجدانهم وثقل ظلهم وسماجة أفكارهم وظلامية مرجعياتهم وتزمت قادتهم وخواء أرواحهم، أخرجوا مخالبهم وأبرزوا أنيابهم فى مواجهة أديب أعزل فى احتفالية يتكرر فيها اسم مصر قبل اسم الأديب الروائى، ولكنهم كارهون لمصر خائنون لبديهيات الانتماء للوطن يعلون عليها انتماء التنظيم والجماعة. اختلفتُ مع الأسوانى حين اعتبر مرسى صوت الثورة فى انتخابات الإعادة ولم يرفض الاثنين المرشحين ولم يختر الصمت وأقنع عاصرى الليمون، واختلفتُ معه حين شكر مرسى على إعادته لمجلس الشعب المنحل فى بداية حكمه، واختلفتُ معه على قيمة رواية «نادى السيارات»، ولكنى لم أختلف معه أبداً على قيمته وقامته وعلى أن هذا الخلاف مكانه الحوار بالكلمات لا باللكمات، مكانه الصحيفة والكتاب وليس الشتيمة والسباب، ما حدث لعلاء الأسوانى ومن قبله خالد داوود وبثينة كامل هو منهج منظم لتخويف وترويع أصوات المعارضة المؤثرة للإخوان كأفراد بعد أن فشلوا فى ترويع الشعب كمجموع، لا بد من كسر موجة الترويع والترهيب تلك حتى لا ينزوى المثقف فى شرنقة ويتكلم بنصف لسان ويكتب بربع قلم ويبتلع رفضه وتمرده ويُروَّض ويصير أليفاً، وفى النهاية يفسَّر الصمت لصالح الإخوان، تلك هى الخطة ولكن لا بد من وضع عصا التصميم والإرادة وفضح هذه الجماعة فى تروس عجلتهم الجهنمية الشيطانية التى ستدهس الأخضر واليابس.